أنا من بلاد تسمى تهامة
أنا من بلادٍ تسمى تهامة
هشام عبد الله ورو
الشاعر حسين غالب العلي من شعراء مدينة زبيد ولد عام 1948م أحد أهم مؤسسي اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بزبيد والحديدة ورأس تحرير مجلة السلام التي ساهم في تأسيسها ومن مؤسسي مدرسة النوارس الأدبية صدر له ديوان بعنوان ( ملحمة الخلود في وادي سبا)عن منتدى العمري .
أنا من بلاد تسمى تهامة أحب الأمان وأهوى السلامة
فما قيل يوماً قطعت طريقاً ولا قيل يوماً خطفت حمامة
هذا المقطع مطلع لقصيدة بعنوان إدانة للشاعر الراحل حسين غالب العليي الذي رحل وترك لنا تهامة بكل مافيها من حب ووداعة وخير وسلام..
تهامة التي ينتسب إليها الشاعر مفاخرا بذلك النسب الذي اكتسبه معايشةً ووجدانا, حيث اكتسب الشاعر موطن الريادة لدى شعراء تهامة الرواد وقد لازم وتأثر بالشاعر عبدالله عطية في فترةٍ ما من عمره القصير إلا أن حسين غالب خرج ليجدف في محراب الحداثة والصورة الشعرية الحديثة وقد تميز حسين غالب عن كثير من شعراء جيله بسلاسة شعره وذائقته الشعرية التي جعلت من مبرزه في زبيد (ديوانه ) منتدى لرعاية المواهب الشابة التي كان يرعاها, وحقيقة أقول إن زبيد فقدت من يرعى إبداعات شبابها فبعد رحيل عبدالله عطية وحسين غالب ومحمدمطة وغياب أحمد رسام وانشغال بعض الرواد عن الحياة الثقافية وانزواء البعض في منازلهم أصبح الشباب من المبدعين يفتقرون إلى مرجعية أدبية مما أحدث خللاً في الساحة الثقافية باستثناء ما تقوم به بعض المؤسسات الثقافية من جهد في لم شتات المبدعين في مدينة تمتلك كماً غير قليل من حملة الأقلام في صنوف متعددة من الآداب :
أنا من بلادٍ تسمى تهامة عشقت ثراها وفيض الغمامة
أنا من هواها عشقت الهوى وأفدي بروحي بنات اليمامة
ومازلت أرنو إلى مقلةٍ تصون الغرام وتمحو ظلامه
ومهما أحالوا ابتسامي اكتئاباً أطل على الكون شعري ابتسامة
أنطلق الشاعر حسين غالب مغرداً في سماء الوطن العربي فكان له حضوره المتميز في مهرجان المربد بالعراق وكانت له أصداء مربدية أثرت في تجربته الشعرية التي تجاوزت المكان لتطل على الكينونة العربية بكل ثقة واقتدار:
شدوا الرحال إلى العراق قوافلا فلقد عشقت من العراق فطاحلا
قوم بهم طاب الزمان مسالماً وبهم هزمنا للعدو جحافلا
أو فجرت كفي الصخور فأطلقت من كل أمشاجي زلالاً سائلا
أهديه من قلبي لأم أنضجت في كل شبر للعراق مناضلا.
والكتابة عن حسين غالب تحتاج إلى الكثير من الدراسات والأبحاث من حيث الشخصية والنص الشعري والقصة إضافة إلى الرسم الكاريكاتوري الساخر الذي عبر من خلاله حسين غالب عن كثير من القضايا الوطنية إضافة إلى أنه غدا من الواجب التنقيب عن ما خلفه من تراث فكري وإنتاج أدبي متميز يحتاج إلى الطباعة ما أمكن ذلك كجزء من التكريم لمثل هؤلاء الرجال الذي عيبهم الغياب الجسدي عنا إلا أن روحه الطاهرة وروح الأدب ما زالت حية في قلوب كل من عرفه وقرأ وتأثر بأدبه إنتقل إلى رحمة الله تعالى في تاريخ 2\5\2003م .
نقلاً عن صحيفة الثورة يوم الإثنين 5-10-2009م
كما تلاحضون ان المقال قد نشر في الثوره لذلك تم انتقاء الابيات بعنايه لكني ساحاول البحث عن القصيده كامله وسوف انشرها انشاء الله
الرئيسية 
المنشورات 
